ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19
مـقـدمــــة:
اتخذت الدول الأوروبية المصنعة الرأسمالية
كنظام لتسيير اقتصادها وتطويره خلال القرن التاسع عشر، مما تسبب في خلق منافسة شرسة
بين الدول والشركات الكبرى.
فماهي مظاهر ازدهار الرأسمالية الأوربية
خلال القرن 19؟ و ما انعكاساتها على المجتمع الأوروبي ؟
مظاهر
ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19:
تطور الصناعة: نتيجة
للمنافسة الشرسة بين أصحاب الأوراش، شهد القطاع الصناعي نمًوا ملحوًظا، مما أدى إلى
ظهور الثورة الصناعية الأولى (1780م-1810م) والثانية (1880م-1900م) في أوروبا الغربية،
وهما عبارة عن مجموعة من الابتكارات و الاختراعات، مثل ألالت المستعملة في صناعة النسيج
و الفولاذ و وسائل النقل كالقطار.
ارتفاع وتيرة الإنتاج: ارتفعت
وتيرة الإنتاج بشكل ملحوظ. بسبب روح المنافسة والتوسع التي خلقتها الرأسمالية.
تطور بنية الشركات: تسبب الرأسمالية في إحداث طفرة في بنية الشركات، حيث انتقل المقاولون
من التصنيع في أوراش منزلية صغرى ذات تمويل عائلي، إلى مصانع كبرى بتمويل كبار المستثمرين
والمؤسسات المالية، مما أدى إلى ظهور شركات مجهولة الاسم أي لا يمتلكها شخص أو عائلة
معينة، رأسمالها عبارة عن أسهم يتم التداول بها في البورصة من قبل عدة أشخاص.
تطور بنية الأبناك: تطورت
بنية الأبناك لتواكب نمو القطاع الصناعي، حيث أن أنشطتها قد كانت محصورة في القروض
العائلية والعقارية، و بعد تطور القطاع الصناعي توسعت أنشطتها لتشمل استثمارات و قروض
للمصانع.
بروز التركيز الرأسمالي: هي ظاهرة
اقتصادية تتمثل في تركيز معظم الأنشطة الاقتصادية من صناعة و تجارة و خدمات في يد عدد
قليل من الشركات، وهي تنقسم لنوعان هما التركيز العمودي و التركيز الأفقي.
التركيز العمودي: يتمثل
في اندماج مؤسسات صناعية متكاملة الإنتاج لإنتاج منتج معين.
الكارتيل: اتفاق احتكاري بين مجموعة من المؤسسات المتنافسة بهدف تحديد الأسعار و
رفع أو خفض وثيرة الإنتاج، تبقى لكل مؤسسة
فيه حريتها المالية و القانونية.
التركيز الأفقي: يتمثل
في اتحاد شركات متشابهة الإنتاج تحت إدارة واحدة لتحديد الأسعار وزيادة حجم المؤسسة.
التروست: هو اندماج يتم بين عدة مؤسسات لتكوين مؤسسة واحدة. الهدف منها هو تضخيم حجم المؤسسة وزيادة وتيرة الإنتاج. لتصبح قادرة على احتكار السوق. لكن المؤسسات المندمجة فيه تفقد حريتها القانونية والمادية.
الهولدينغ أو شركات التملك: هي مؤسسات
مالية تمتلك الغالبية العظمى من الأسهم في العديد من الشركات. تمتاز هذه المؤسسات بالقدرة
على التحكم في توجيه سياسات الشركات التي تمتلك أسهًما فيها.
انعكاسات
الرأسمالية على المجتمع الأوروبي:
انعكاساتها على المستوى
البشري: شهدت أوروبا خلال القرن 19م، ارتفاع سريعة في تعداد السكان، و ذلك بسبب
تطور الإنتاج الفلاحي، والمجال الطبي، و بسبب تزايد الهجرة من الأرياف إلى المدن الصناعية.
انعكاساتها على المستوى
الاجتماعي: شهدت الدول الأوروبية تفاوتا واضحا بين الطبقة البرجوازية المكونة من رجال
الأعمال وأصحاب المصانع، و الطبقة العاملة "البروليتاريا" التي تعرضت لشتى
أنواع الاستغلال من قبل أرباب العمل، مما تسبب في نشوء نقابات عمالية تطالب بتحسين
وضعيتها.
خــــــاتمة:
أدى ازدهار الرأسمالية الأوروبية خلال
القرن التاسع عشر إلى ظهور عدة ابتكارات وصناعات جديدة، كان لها تأثير عميق على بنية
المجتمع الأوربي والعالم.